مفـــــاجأة عيد ميـــــــــــلاد

مراد غضباني اولى ثانوي

عرفتها منذ كنت في سن السادسة عشرة من عمري كانت فتاة جميلة رقيقة . أعجبتني واختار القلب حبها على جميع الفتياة الاخر . تزوجنا بعد أن أتممنا آخر سنة في الجامعة . وقد وضفت باحدى الشركات التجارية .

مر على زواجنا أكثر من خمسة عشر عاما ، وذات يوم من أيام الربيع الماضي عدت الى بيتي بعد يوم من العمل فتفاجأت في تلك اللحظات بخلو البيت من زوجتي التي كانت تستقبلني كلما الج الباب ، أما ابنائنا الثلاثة فقد كانوا مشغولين بمشاهدة التلفاز لم اشأ ان ازعجهم وانطلقت نحو غرفة مكتبي في هدوء وغصت في مقعدي المفضل بعدما اخذت كتاب ، رحت أقلب صفحاته تارة وأقرأ عندما يحلو لي ذلك ريثما تعود زوجتي من الخارج لتعد لنا طعام العشاء ، حيث كنت امني نفسي بوجبة تنسيني تعب ذاك اليوم . وانقضت ساعتان ، قبل أن أسمع صوت المفتاح يدور في قفل الباب ...

لقد أهلت زوجتي اخيرا ، وفجأة سمعت الابناء يتصايحون ، أدركت على الفور ان شيئا غير عادي يجري . فقمت من مقعدي لاستطلع الامر ، واذ بامامي المفاجأة وجها لوجه . انها زوجتي تقف في وسط قاعة الجلوس ومن حولها ابنائها الثلاثة وكأنها في زفة وراحوا يرددون كلمات تعبر عن اعجابهم بأمهم. ولو ان كلماتهم لم تخل من خبث بدا واضحا في عيونهم فهم يتطلعون اليها ، وفجأة تقترب مني وتوجه لي السؤال الذي كنت اتوقعه " ما رأيك يا عزيزي " .

والحقيقة اني كنت مندهشا لما فعلته في نفسها حيث بدت غريبة في كل ما اختارته . فشعرها الذي رفعته فوق رأسها فقد جعلت منه لوحة تعددت الوانها ، ورموش عيناها السوداء الجميلة تحولت بقدرة قادر الى رموش خضراء حتى شفتاها الجميلتان لم تتركهما على حالهما ، فاختارت اللون الوردي طلاء لهما نفس اللون الذي اختارته لفستانها ، ذاك الفستان الذي كاد ان يصبح كجلدها من ضيقه . تراجعت بعض الخطوات ورحت أطلع اليها طويلا والابناء الخبثاء من حولنا ينتظرون ردي على سؤالها . ولكني خيبت آمالهم ، فلم اجبها وانما سألتها فقلت :

" ماذا صنعت بنفسك يا ندى ؟ "

قالت : " ألا ترى ... ؟ ألا تذكر ... ؟ "

عيد ميلادي ، واخترت أن أحتفل به على طريقتي .

ولكي ابدو امامك اجمل من قبل .

وقالت : " قلي شيئا ، أي شيء ! "

فقلت : " أنت تعلمين انني تزوجتك وكنت جميلة بدون هذه الالوان ، هل تذكرين لقاءنا الاول ... لقد كنت فتاة صغيرة جميلة ترتدين فستانا انيقا بسيطا... هذه هي الصورة التي مازلت احملها لك في مخيلتي دائما والان هل ستتركيني أنام بدون عشاء في ليلة عيد ميلادك ؟ "

آسف يا حبيبـــــــــي ... آسف يا عزيـــــــــــزي...

وانطلقت تعد العشاء بثيابها التي أمضت ساعات تتنقل بين دور الازياء وقاعات التجميل حتى توفرها...

 

ACCEUIL|CLUBS|النوادي|نادي الادب العربي|