الســـــــــــؤال

السادسة اداب,وفاء دربالي

المعهد الثانوي الشابي بالقصرين

فارس البلاد يغوص في اعماق النهر حاملا نايه ... يعزف عليه فترقص الامواج والاسماك. وعلى الشاطئ فرسه الاشقر تداعب حوافره حصاة نائمة ... وقنينة الاخضرار ترسم لوحة شعرية : بينما ... «  بينما عروس البحر تحاول ان تجذب الفارس الى الماء. كم حاولت ه اللعينة ان تجذبه الى الاعماق كي يغرق ويموت ... كانت ... " كانت حليمة تحمل الخبز الساخن في يدها هاتفة : " ارجع يا ياسين .. ارجع يا ياسين..

في القديم ، كان النهر جدولا وكانت الارض الخضراء بحيرة راكدة .. يسكنها الذباب والحشرات .. الان صارت جزءا من الجنة بعد أن أصلحها ياسين وزرعها وزينها وحماها من الريح والاعصار.

ارجع يا ياسين .. فالنهر ليس له صديق والجنية اللعينة.

عروس البحر تضحك في سخرية .. ان حليمة لم ترها بعينها .. لكنها شعرت بها ا ا . لم يسمع صوت حليمة ، بل سمع صوت المجهول وبرقت في عينيه اللتين بلون الحزن والماء الفضي صورة الجمال المفقود " كان يريد الهرب من كل شئ حتى لا يواجه حزنه على الارض... وعلى الخديعة والهزيمة"

عد يا ياسين ... عد يا قرة العين.

" حليمة على شواطئ الخوف ... ترى الموت قريبا لكن الموت لا يراها ... كانت ترى ان الخلاص مستحيل. وان ياسين صار حزينا ... صار ضحية " " مذ عاد من الحرب لم يخرج لاصطياد الذئاب ... بم يغن للعصافير. كان يجلس على الشاطئ يعزف للنهر كي يفيق ويحلم بان اعماق النهر تثور وان الحياة تستيقظ "

.........................

" كنا يا حليمة نعرف ان المأسات تكمن في العبور وعبرنا النهر ، لم تكن المشكلة يا حليمة في العبور"

" نظرت له وجدت صورة المسيح وصور الانبياء المذكورين في الانجيل والطوراة والتاريخ والذين لم يذكروا ... شريطا طويلا يمر في عينيه البلهاء . راحت عيناه المتعطشتان للمعرفة تحاول تفسير المغزى ... كلما سألت نفسها عن ياسين عن السؤال.

هنا على الشاطئ كان جدي يا حليمة يزرع الارض... كنا نبيع القمح الحبوب والحب نمضغ القهر والذل ونشرب ماء النهر الممزوج بالدم ... كانت الشواطئ يا حلمة مثل البركان لا تهدأ كل شئ أصبح ملوثا الماء الموج السحاب ... حتى العصافير التي كنت اعزف لها تهاجر واشاهدها بعيني... اسمع ان عروس البحر تخرج كل مساء لتأكل صيادا ... هاجر الصيادون البحر واصبحوا تجار في المنسوجات والسلع الاجنبية ... صاروا سماسرة وهذه المدينة التي اصبحت ساحلية تخفي مئات اللصوص ... الشاطئ برئ من الصيادين ... والارض بريئة من الفلاحين الذين هاجروا والنهر برئ مني اذا تركته وانا برئ من اعماقي ... النهر والحصاة اذا لم تساعدني ... اه يا حليمة "

....................................

" واليوم يا ياسين ، هل نسيت ان عروس البحر تدبر لك مؤامرة كي تقضي عليك .. هل نسيت ... ماذا حدث ؟ حاول ان تفيق، أنت في وسط النهر يا ياسين .. أنت في وسط المؤامرة ."

عد يا ياسين .. عد يا ياسين

.. لم يسمع صوتها .. لكن صوتها راح يهز الاعماق ، أعماق النهر وحصاة الشاطئ .. بدأت تتحرك الاعماق وبدأ ياسين يفيق .. بدأ يفيق حينما شاهد اعماق النهر تطفو الى أعلى .. وجد قدميه فجأة في الاعماق .. لم يصدق .. أنفاسه تتبخر ، يلهث. لم يصدق أن الصخور تتحرك وأنها تصعد الى الاعلى وان الماء لن يجذبه ولن يغرق.

حليمة .. يا حليمة

كان ياسين يصيح : " حليمة لقد تحركت أعماق النهر ، وعروس البحر لن تخدعني .. لن تخدعنا بعد اليوم .. الي يا حليمة بفرسي الاشقــــــــــــر.

أخذ الفرس يجري وصعد ياسين فوق الفرس زمعه كل صخور الشاطئ وحصاته وحليمة تصرخ : " اذهب يا ياسين الى الاعماق . ائت لي برأس عروس البحر وأنا في الانتظار ، انني احمي الاخضرار وأحمي اللون الاخضر هنا .. اذهب ، حليمة تنتظرك. الارض تنتظرك وروح أجدادك تنتظرك.

 

التلميذة وفاء الدربالي

ACCEUIL|CLUBS|النوادي|نادي الادب العربي|